المؤلف
جامعة البلقاء التطبيقية الاردن
المستخلص
الملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على التغيّرات اللازمة في أدوار القائمين على عمليات التعلم في القرن الحادي والعشرين باستطلاع آراء كل من مخططي السياسات التربوية، والقائمين على عمليات التعلم أنفسهم؛ فقد تركت جملة من المتغيرات العالمية المستجدة بصمات مؤثرة، وتحولات حادة على كافة مناحي الحياة الإنسانية، مما استوجب على النظم التربوية المعنية إعادة النظر في سياساتها و برامجها، ومهمات العاملين لديها، والأدوار الموكولة لكل منهم استجابة لتلك المتغيرات. ومن أهمها: العولمة والخصخصة والتوجهات الديمقراطية والتفجر السكاني وثورة المعلومات والاتصالات.
إن الاستجابة العملية لهذه التحولات يجب أن تأتي-ابتداء - من المؤسسات التربوية والتعليمية القائمة على عمليات التخطيط و التنفيذ و المتابعة لمخرجاتها التي تنخرط في أسواق العمل كي تكون هذه المخرجات مؤهلة للتفاعل مع الظواهر المتجددة تفاعلا إيجابيا يسهم في توظيفها لخدمة تلك المجتمعات و تطويرها.
وإزاء ذلك فإن جوهر المشكلة يكمن في إدارة المعرفة، مما يعني ضرورة تسلّم المؤسسات التعليمية راية القيادة من بين المؤسسات المجتمعية الأخرى للقيام بدور بنائي و ريادي في صناعة الإنسان، و تخطيط الموارد البشرية.
إن إحداث التغيير المنشودة لا يمكن أن يتحقق دون أن يتشكل لدى القائمين على بناء وإدارة عمليات التعلم في ميدانه العملي اتجاهات إيجابية تصل إلى درجة تبني التغيير فكرا و ممارسة. ويتطلب ذلك قطعية صارمة مع الاستراتيجيات التقليدية التي حققت نتاجات لا تتجاوز- كثيرا-حدود استظهار المعرفة، و الانصهار الكلي في عمليات التعلم و مختبراته، و المشاركة في تقييمها، و توجيهها، و الإفادة منها، فقد أكدت الدراسات أنه لا يكفي أن تؤمن قيادة التغيير به ؛ بل لابد أن تكون اتجاهات العاملين و المتعاملين معه إيجابية يحكمها اندفاع و تفاعل نشط، ويضبط إيقاعها قناعة و ثقة و انسجام.
ويترتب على أي فكر تغييري إعادة تحديد أدوار العاملين في المؤسسة التربوية من معلمين ومشرفين تربويين ومديري مدارس وكوادر فنية مساندة انسجاما مع المهام التي يقومون بها؛ فالرؤية التغييرية تجسدها الأدوار التنظيمية التي يقوم بها الأفراد، ولذلك فان الطريقة الفعالة لتغيير السلوك المهني للأفراد هي وضعهم داخل إطار تنظيمي جديد يفرض عليهم أدوارا ومسؤوليات و علاقات جديدة، وهذا يخلق موقفا يفرض مواقف وعادات، و قواعد سلوكية جديدة على الأفراد العاملين في المؤسسة.
وبعد: فإن ما أفرزته التحولات العالمية المعاصرة من مستجدات في ضروب المعرفة و التقنية يبقى مادة جافة، وربما عبئا ثقيلا على المؤسسات التربوية، إذا لم تنبر له عقول و أيدي الموارد البشرية الحريصة على أن تترك بصمات مؤثرة في سجل إنجازاتها المهنية، و لا سيما في مؤسسات قائمة على إعداد وتشكيل الشخصية الإنسانية.
الكلمات المفتاحية: عمليات التعلم - المؤسسات التربوية - القرن الحادي والعشرين.
Abstract:
This study aims to identify the necessary changes in the roles of those in charge of learning processes in the twenty-first century by exploring the views of both educational policy planners and those in charge of learning processes themselves. A number of emerging global variables have left influential fingerprints and sharp transformations on all aspects of human life, which necessitated the educational systems concerned to reconsider their policies and programs, the tasks of their workers, and the roles assigned to each of them in response to those variables. The most important of them are: globalization, privatization, democratic trends, population explosion, information and communication revolution. The practical response to these transformations must come - beginning - from educational institutions based on planning, implementation and follow-up processes for their outputs that engage in labor markets, so that these outputs are qualified to interact with the renewed phenomena in a positive way that contributes to employing them to serve and develop these societies. In view of this, the essence of the problem lies in knowledge management, which means the need for educational institutions to receive the leadership banner among other community institutions to play a constructive and pioneering role in human industry and human resource planning. Bringing about the desired change cannot be achieved without the formation of positive trends among those in charge of building and managing learning processes in its practical field that reach the point of adopting change in thought and practice. This requires strict discontinuity with traditional strategies that have achieved results that do not exceed - much - the limits of the memorization of knowledge, the total fusion in the learning processes and its laboratories, and the participation in their evaluation, directing, and benefiting from them, as studies have confirmed that it is not enough to secure the leadership of change. with it ; Rather, the attitudes of employees and those dealing with it must be positive, governed by impulsivity and active interaction, and their rhythm should be controlled by conviction, confidence and harmony. Any change thought entails the redefinition of the roles of workers in the educational institution, including teachers, educational supervisors, school directors and technical support staff in line with the tasks that they carry out; The change vision is embodied by the organizational roles that individuals play, and therefore the effective way to change the professional behavior of individuals is to place them within a new organizational framework that imposes on them new roles, responsibilities and relationships, and this creates a position that imposes new attitudes, habits, and behavioral rules on individuals working in the organization. And yet: the developments produced by contemporary global transformations in the forms of knowledge and technology remain dry material, and perhaps a heavy burden on educational institutions, if the minds and hands of human resources are not keen to leave influential imprints on their record of professional achievements, especially in Institutions based on preparing and shaping the human personality.
Keywords: learning processes - educational institutions - the twenty-first century.
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية